طالب مجلس الشورى المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة (أداء) بتطوير منصة وطني بما يتيح تجربة المستفيدين من خلال الربط التقني مع الجهات الحكومية لقياس مدى الرضا العام للمستفيدين عن الخدمات التي تقدمها تلك الجهات.
ودعا «الشورى» مركز «أداء» إلى رفع مستوى حوكمة الأعمال والأنشطة من خلال وضع خطة تشغيلية واضحة تبيّن بشكلٍ دقيقٍ توزيع الموارد المادية والبشرية وتحدد أولويات التنفيذ؛ لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمركز.
جاء ذلك في قرارٍ اتخذه المجلس خلال الجلسة العادية الحادية عشرة من أعمال السنة الثانية للدورة الثامنة التي عقدها اليوم (الثلاثاء) عبر الاتصال المرئي، برئاسة نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي.
وشدّد المجلس في قراره على المركز بالمبادرة في وضع سلَّمٍ وظيفي لمنسوبيه يتوافق مع اختصاصاته وهيكله التنظيمي، ومعالجة أسباب التسرب الوظيفي في المركز وعلى وجه الخصوص تسرب الموظفات؛ بما يدعم الاستقرار الوظيفي والمحافظة على تطوير بيئة العمل.
وأهاب المجلس بالمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة إلى القيام ببناء وتفعيل منهجيات وأدوات القياس التي تضمن متابعة أداء الأجهزة ويعكس مدى تقدمها في تحقيق مستهدفات مؤشراتها وتقدم مبادراتها الإستراتيجية المعتمدة، وفقاً لاختصاصات تلك الأجهزة العامة، وهي توصية إضافية مشتركة مقدمة من عضوي المجلس الدكتور فهد التخيفي، والدكتور عيسى العتيبي تبنّت اللجنة مضمونها.
وفي شأنٍ آخر، وافق مجلس الشورى خلال جلسته على قرار يتضمن قيام هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية بوضع خطة عملٍ واضحة المعالم لتطبيق عقود الأداء على مشاريع التشغيل والصيانة، ورفع كفاءة وإمكانيات أجهزة الإشراف في الجهات الحكومية ذات العلاقة بتلك المشاريع، مؤكداً في قراره أن تقوم الهيئة بتشكيل فرق عملٍ ميدانية بالاشتراك مع الجهات المعنية لمعالجة المشاريع المتأخرة والمتعثرة وإخضاعها لتقييم يؤدي إلى سرعة إنهائها والاستفادة منها، داعياً إلى وضع خطة واضحة وآليات عملٍ لبناء جيلٍ من المقاولين والمتعهدين من خلال إشراكهم كمقاولين من الباطن مع المقاول الرئيسي أو المتعهد الرئيسي وفق الأنظمة وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
وجاء قرار المجلس بشأن هيئة كفاءة الانفاق والمشروعات الحكومية بعد مناقشته للتقرير السنوي للبرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات والتشغيل والصيانة في الجهات العامة «مشروعات» (سابقاً) هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية (حالياً) للعام المالي 1442/1441 المقدم من اللجنة المالية والاقتصادية تلاه أمام المجلس رئيس اللجنة صالح الخليوي.
وصوت المجلس في سياقِ قرارات جلسةِ المجلس العادية التي عُقِدت اليوم، بالموافقة على قراره المتضمن قيام هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية بالإسراع في دراسة تأثير الإنفاق الحكومي على المشاريع والبرامج والخطط وعلى المالية العامة في المديين المتوسط والبعيد بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة للتأكد من مواءمتها لأهداف التنمية الاقتصادية والاستدامة المالية واقتراح التغييرات اللازمة والتوصيات، كما تضمن قرار المجلس مطالبة الهيئة بالاستعانة بجهة متخصصة ومستقلة للتحقق من نتائج الوفورات والمنهجية المستخدمة لاحتسابها، ودراسة إنشاء قنوات للتواصل مع الجمهور لتلقي البلاغات المتعلقة بالهدر أو شبهات الهدر في الجهات الحكومية مع وضع ضوابط مشددة للحدِّ من البلاغات الكيدية.
وجاء قرار المجلس بشأن هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية بعد مناقشته للتقرير السنوي للهيئة للعام المالي 1442/1441 المقدم من اللجنة المالية والاقتصادية، والاستماع لعدد من المداخلات التي أبداها الأعضاء حيال ما ورد في التقرير.
كما وافق المجلس على ما تضمنه تقرير لجنة المياه والزراعة والبيئة، بشأن التقرير السنوي لصندوق التنمية الزراعية للعام المالي 1442/1441 من توصيات، وتضمن قرار المجلس بشأنه قيام صندوق التنمية الزراعية بالتوسع في التعاون مع الجامعات السعودية الرائدة في مجالات اختصاصه، وتعزيز التعاون مع الجهات الدولية المتخصصة وعقد شراكات واتفاقيات بهدف تطوير خدمات الصندوق وفقاً للمعايير الدولية.
وأكّد المجلس في قراره بشأن التقرير السنوي للصندوق على أهمية دراسة تجربة برنامج الاستثمار الزراعي في الخارج وعمل ضوابط ومعايير تحفز الاستثمار وتحقق مستهدفات المملكة في ذلك، والتوسع في دعم مشاريع الاستثمار في مجال الثروة السمكية والاستزراع السمكي وتحفيزه.
وناقش المجلس ضمن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجلسة، تقرير اللجنة الصحية بشأن التقرير السنوي لوزارة الصحة للعام المالي 1442/1441 الذي تلته أمام المجلس رئيس اللجنة الدكتورة منى آل مشيط، بعد أن أتمّت اللجنة دراسة التقرير من كل جوانبه وقدّمت عليه توصياتها اللازمة تمهيداً لمناقشته تحت القبّة.
وطالبت اللجنة في تقريرها المعروض للمناقشة وزارة الصحة بتوفير الدعم القانوني لمؤسسات الوزارة والممارسين الصحيين حسب أفضل الممارسات الطبية والقانونية في العالم، والتنسيق مع الصندوق الوطني للتنمية لإنشاء صندوق للصحة العامة، والعمل على توطين صناعة اللقاحات في السعودية وتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها، كما رأت اللجنة في تقريرها أهمية قيام الوزارة بتطوير الشراكات المجتمعية لتمكين أفراد المجتمع في عملية تعزيز الصحة على مستوى المستشفيات والمراكز للرعاية الصحية الأولية (الرعاية الصحية) والتجمعات الصحية (الخطط الإستراتيجية)، وتوحيد أسلوب وطريقة تطبيق البرامج والمبادرات الصحية بمراكز الرعاية الصحية الأولية، مؤكدةً ضرورة العمل على سعودة الوظائف الصحية وتوفير القوى العاملة بالقطاعات الداخلية والخارجية، والعمل مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية على الاعتراف بالزمالة السعودية على المستوى الإقليمي والدولي، إضافة إلى تطبيق الرعاية الطبية العاجلة على الطرق السريعة.
وأشاد عضو المجلس المهندس مفرح الزهراني بعد طرح تقرير اللجنة وتوصياتها للمناقشة بجهود وزارة الصحة في مكافحة جائحة فايروس كورونا، داعيًا الوزارة إلى ضرورة معالجة الشكاوى المقدمة من المستفيدين من خدماتها، والاستفادة من تلك الشكاوى لتقويم الأداء في المؤسسات الصحية، في حين دعا عضو المجلس الدكتور فيصل آل فاضل وزارة الصحة إلى الإسراع في معالجة ظاهرة تزايد الباحثين عن عمل من المواطنين الحاصلين على مؤهلات في التخصصات الصحية وتجاوزوا اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، بينما طالب عضو المجلس الدكتور حسين الشريف في مداخلة له باعتماد وزارة الصحة لمؤشرات سنوية في نسبة التحسن في توفير الخدمات الصحية في مدن المملكة ومحافظاتها، وزيادة أعداد الأسرة الطبية والمرافق الطبية المتخصصة، ونسبة زيادة الكوادر السعودية مقارنة بالكوادر الأجنبية، ونسبة انخفاض تكلفة الرعاية الصحية.
وتساءلت عضو مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان ضمن المداخلات على التقرير السنوي لوزارة الصحة عن وضع المؤسسات التي تسهم في حوكمة القطاع الصحي ومدى استقلاليتها، مطالبةً بضرورة الاهتمام بمراكز الرعاية الأولية والاستفادة من التجارب الدولية المتقدمة، كما لاحظت النقص الواضح في بعض الأدوية وعن دور الوزارة في دعم الابتعاث للطب البشري، فيما رأى عضو المجلس المهندس طارق الفارس أهمية تضمين الوزارة تقاريرها القادمة أهداف إستراتيجيتها وما تضمنته في خطتها التنفيذية من مبادرات ومشاريع ومؤشرات أداء وبيان ما تم إنجازه ومقارنته بالمستهدف، وإنجازات ومؤشرات أداء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية فيما يخص الخدمات الطبية، في حين طالب عضو المجلس الدكتور حسن الحازمي الوزارة بسد العجز الحاصل في الكوادر الصحية، وإيجاد آلية لزيادة عدد الكوادر الصحية المؤهلة للتعامل مع حالات العناية المركزة والمرضى المنومين على أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفيات.
وطالب عضو المجلس الدكتور عبدالله النجار في مداخلة أخرى وزارة الصحة بالتنسيق مع الجامعات والقطاعات الصحية الأخرى في السعودية لتبني مبادرة إعادة تأهيل الممرضين والممرضات السعوديين والحاصلين على دبلومات الذين هم على رأس العمل والرفع بمستواهم إلى البكالوريوس في علوم التمريض حتى يتم سد الثغرة.
وطلبت رئيس اللجنة في نهاية المناقشة طلبت منح اللجنة مزيداً من الوقت لدراسة ما طرحه الأعضاء من آراء ومقترحات والعودة بوجهة نظرها إلى المجلس في جلسةٍ لاحقة.
وناقش المجلس ضمن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجلسة تقريراً تقدمت به لجنة الثقافة والرياضة والسياحة، تلته رئيسة اللجنة الدكتورة إيمان الجبرين، بشأن التقرير السنوي لوزارة السياحة للعام المالي 1442/1441.
وطالبت اللجنة في تقريرها المعروض للمناقشة وزارة السياحة بتحسين بيئة الاستثمار في قطاع السياحة وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في المشاريع السياحية ومعالجة التحديات التي تواجه ذلك، وفقاً لما جاء في تنظيمها وتحقيق المزيد من النمو المتوازن في التنمية السياحية بين مناطق السعودية، ورأت اللجنة في تقريرها أهمية رفع نسبة توظيف المرأة، وعمل دراسة تفصيلية دقيقة لرصد التوزيع الجغرافي للزيارات السياحية ونسبة الإقبال ومجالات الإنفاق الرئيسية في قطاعات السياحة المختلفة مع تضمين تقاريرها السنوية القادمة ما يتوافق مع ذلك، مؤكدةً ضرورة تكثيف الوزارة لجهودها في مراقبة أسعار مرافق الإيواء السياحي بما يتوافق مع مستوى تصنيفها.
وطالب عضو المجلس الدكتور عطية العطوي بعد طرح تقرير اللجنة وتوصياتها بشأن التقرير السنوي للوزارة للمناقشة بإنشاء برنامج تمويلي لدعم تشغيل دور الإيواء في مكة المكرمة والمدينة المنورة لمساعدة الشركات العاملة في التغلب على تداعيات جائحة كورونا، بينما اقترحت عضو المجلس الدكتورة ريمه اليحيا في مداخلة لها على الوزارة التعاون مع الجهات ذات العلاقة في إنشاء كليات خاصة للسياحة بمعايير عالمية تشمل جميع التخصصات السياحية العلمية ووضع برامج للابتعاث الخارجي بالتعاون مع وزارة التعليم، في حين حثَّ عضو المجلس الدكتور حسن آل مصلوم وزارة السياحة على استحداث وتطوير مؤشرات شاملة للسياحة المستدامة توائم مرحلة ما بعد الجائحة تقيس رضا العميل، وتركز على الجوانب البيئية والصحية والاقتصادية والاجتماعية.
كما طالب عضو المجلس الدكتور صالح الشمراني وفي سياق المداخلات أثناء مناقشة التقرير السنوي لوزارة السياحة باستخدام التقنية لتعزيز السياحة الداخلية، وإنشاء تطبيق تقني شامل على الجوال للأماكن السياحية في السعودية، فيما طالبت عضو المجلس الدكتورة عائشة عريشي الوزارة بالتنسيق مع وزارة الإعلام لصناعة إعلام سياحي قوي وفق أسس ومعايير دولية، يتناسب مع ما تشهده السعودية من نهضة تنموية، والعمل على استغلال الموارد السياحية الطبيعية كالعيون الحارة وتطويرها لجذب السياحة العلاجية.
ودعت عضو المجلس الدكتورة أميرة الجعفري وزارة السياحة إلى تبني منهج اليقظة السياحية العالمية في إدارتها الاستراتيجية للسياحة؛ لتحقيق نتائج أكثر فعالية واستدامة، كما أكّد عضو المجلس صلاح الطالب أهمية الاستثمار السياحي لزيادة الجاذبية السياحية للمملكة وتحسين الأسعار، داعياً إلى أهمية قيام الوزارة بتحسين بيئة الاستثمار بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وطلبت رئيسة اللجنة في نهاية المناقشة إعطاء اللجنة فرصة من الوقت لدارسة ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير والعودة بوجهة نظرها في جلسةٍ لاحقة.
وكان مجلس الشورى قد وافق في مستهل الجلسة على مشروع مذكرة التفاهم في مجال السياحة بين وزارة السياحة في المملكة ووزارة السياحة والحياة البرية في جمهورية كينيا الموقّع في مدينة نيروبي بتاريخ 1442/12/5 الموافق 2021/7/15، كما وافق المجلس على مشروع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة سلطنة عمان في مجال تشجيع الاستثمار، الموقّع في مدينة مسقط بتاريخ 1443/1/22 الموافق 2021/8/30.